سجلت مجموعة آبل  للأجهزة الرقمية والحاسوب رقماً قياسياً جديداً بأن أصبحت أول شركة خاصة تتجاوز قيمتها السوقية ترليون ​دولار​ بعد أن لعبت دوراً كبيراً في تغيير ثقافة الاتصالات بفضل أجهزة ​آيفون​ وآيباد التي غزت العالم ، وسمح سهم آبل الذي بلغ 209,91 دولاراً بعد الظهر في بورصة ​وول ستريت​ بتسجيل هذا الرقم  بعد يومين من إعلان شركة التكنولوجيا العملاقة عن تحقيق أرباح عالية في الربع الثاني من السنة.

ويعود تأسيس شركة أبل في 1 أبريل عام 1976 وكان أول مكتب للشركة في مرأب والدي "ستيف جوبز" بالتبني، وقد تأسست على يد "جوبز" و"ستيف وزنياك" إضافة إلى "رونالد واين" الذي جلبه "جوبز" ليمنحهما فكرة عن كيفية العمل في السوق مقابل 10% من أسهم الشركة ترك "واين" الشركة بعد 12 يومًا، وباع حصته مقابل 800 دولار، والتي كان من الممكن أن تساوي 72 مليار دولار الآن، بعد 40 عامًا من تأسيس الشركة.

فكرة تسمية الشركة بهذا الاسم جاءت لـ"جوبز" بعد عودته من مزرعة تفاح، حيث وجد أن هذا الاسم يبدو مُحببًا وليس صعبًا.
حاول "جوبز" إقناع المستثمرين بمستقبل سوق الكمبيوتر الشخصي، ونجح في جعل "مايك ماركولا" يستثمر في آبل 250 ألف دولار، وصار الموظف رقم 3 في الشركة، وله حصة الثلث في الشركة.

في عام 1977 أُنشئت آبل رسميًا بفضل توجيهات "ماركولا"، وتم تعيين "مايكل سكوت" كأول رئيس ومدير تنفيذي للشركة، لأن "جوبز" كان صغيرًا على تولي هذا المنصب.

في عام 1980 أصدرت الشركة آبل 3 الموجه لرجال الأعمال، وكان من المفترض أن ينافس التهديد المتنامي لشركتي "مايكروسوفت" و" آي بي إم"، لكنه كان بديلاً مؤقتًا وساعدت شركة " Xerox PARC" مؤسس آبل على الخروج بأفكار مبتكرة، بعد أن اشترت 100 ألف سهم في شركة أبل مقابل 10 دولارات للسهم الواحد، بعد أن أقنعته بأن مستقبل الحوسبة يتمثل في واجهة المستخدم الرسومية " GUI"، والتي تشبه تلك المستخدمة الآن.

تزامن إطلاق أول ماكنتوش عام 1983، مع تعيين الشركة لمدير تنفيذي جديد هو "جون سكولي"، وكان أصغر مدير تنفيذي لشركة بيبسي وحقق ماكنتوش مبيعات قوية، إلا أنها لم تكن كافية لمواجهة هيمنة "آي بي إم"، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين "جوبز" رئيس مجموعة ماكنتوش، الذي أراد القيام بالأشياء بطريقته الخاصة، وبين "سكولي" الذي أراد رقابة أكثر صرامة على المنتجات المستقبلية وصلت الأمور إلى منتهاها عام 1985 حين أراد "جوبز" الإطاحة بـ"سكولي"، إلا أن مجلس الإدارة وقف بجانب "سكولي" وأطاح بـ"جوبز" من مهامه الإدارية، فاستقال "جوبز" وأسس شركة الكمبيوتر "NeXT" وبعده ترك "وزنياك" الشركة في نفس الوقت عام 1985، قائلاً إنها تذهب في الاتجاه الخاطئ، وباع معظم أسهمه.

أصبح "سكولي" متحكمًا في الشركة بعد رحيل "جوبز"، وكانت الأمور تسير بشكل رائع في البداية، حيث أطلقت الشركة لاب توب "PowerBook"، ونظام تشغيل System 7 عام 1991، والذي أضاف الألوان إلى أجهزة ماكنتوش.


شهدت تلك الفترة العديد من الإخفاقات المتكررة، وفشلت الشركة في تحقيق الأرباح في الربع الأول من عام 1993، حيث أطاح مجلس الإدارة بـ"سكولي" وأتى بدلاً منه بالألماني "مايكل سبيندلر" الذي كان يعمل مع شركة آبل منذ 1980 وبعددها في عام 1996 تم تعيين "جيل أميليو" كمدير تنفيذي بدلاً من "سبيندلر"، وشهد عهد أميليو تراجع أسهم الشركة إلى أدنى مستوياتها منذ 12 عامًا، ويرجع ذلك إلى بيع "جوبز" 1.5 مليون سهم خلال صفقة واحدة، وقرر "أميليو" شراء شركة "NeXT Computer" مقابل 429 مليون دولار عام 1997، وإعادة "جوبز" إلى آبل مرة أخرى وفي يوم 4 يوليو من نفس العام أقنع "جوبز" مجلس الإدارة بتعيينه رئيسًا تنفيذيًا مؤقتًا، فاستقال "أميليون" بعدها بأسبوع، بحسب ارقام.

شهدت فترة "جوبز" انتعاشة للشركة، حيث استثمرت شركة مايكروسوفت بها 150 مليون دولار عام 1997، إلا أن أكبر إنجاز للشركة يتمثل في إطلاق آيفون عام 2007 ليستمر في قيادتها الي أن وافته المنية قبل أعوام تاركاً شركته التي أسهها في طريقها الصحيح لتصبح أكبر شركة خاصة تصل قيمتها إلى ترليون دولار.


إعلاني توب

إعلاني