قال الدكتور علي جمعة، مُفتي مصر السابق، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن الكتاب والسُنة أباحا الاحتفال بيوم عاشوراء، والتوسعة على الأهل فيه والذي يوافق 20 سبتمبر الجاري.

وأوضح «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» المذاع على فضائية «سي بي سي»، في تعليقه على من يحرمون أكل العاشورة، أنه لما كان هذا يوم فرح بنجاة موسى، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ وَأَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، فأباح الاحتفال بهذا اليوم والتوسعة على الأهل، مشيرًا إلى أن الله عز وجل جعل جزاء ذلك أن يوسع على المسلم أرزاقه في سائر هذا العام، مؤكدًا أن طبق "العاشورة" ليس بدعة.

وتابع: «لذا ترى المسلمين قد صنعوا حلوى وطعاماً يسمونه "العاشورة" للاحتفال بهذا اليوم، فيما يأكل المصريون (البط) في هذا اليوم إظهارًا للفرح بنجاة موسى من فرعون، وكنوع من التذكير بأيام الله واتباعًا للسُنة النبوية فيما حثت عليه من التوسعة في هذا اليوم".

وأضاف أن العلماء أخذوا جواز الاحتفال بعاشوراء التي نجا فيها الله تعالى موسى- عليه السلام- من قوله تعالى: «وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ» الآية 5 من سورة إبراهيم، منوهًا بأن ذلك إنما هو تعليم من النبي - صلى الله عليه وسلم - لنا في كيفية تطبيق هذه الآية وهذا الأمر.

وتعد العاشورة من الوصفات المشهورة لدى المصريين، وتمتاز بمذاقها الشهي، فهي من أكثر الوصفات السهلة والبسيطة والتي يمكنك إعدادها بالمنزل دون الحاجة لوقت طويل بتحضيرها.

قصة يوم عاشوراء عند اليهود، اتّخذ اليهود يوم عاشوراء يوم عيد لهم، فهو اليوم الذي أنجى الله -تعالى- فيه نبيّهم من عدوّه، فصاموا وعظّموه وقدّسوه، وكانت النساء يلبسن الحليّ والجميل من اللباس احتفالاً وابتهاجاً، وصامه النّصارى أيضاً وهم أتباع النبيّ عيسى عليه السّلام، في شرائع الإنجيل تُشابه شرائع التّوراة، فكانوا النّصارى يصومون يوم عاشوراء ويعظّمونه، كما صامه اليهود وعظّموه من قبلهم، وفُضّل عاشوراء على غيره من الأيام عظيم؛ لأنّ الله -تعالى- نجّى فيه نبيّه موسى -عليه السّلام- من فرعون، حيث أغرق فرعون في البحر ونجى موسى -عليه السّلام- ومن آمن معه، ولم يكن فرعون هيّناً أو عاديّاً؛ حيث نصّب نفسه إلهاً لبني إسرائيلواستعبدهم واستحيا نساءهم وقتل أطفالهم؛ حِرصاً على دوام حكمه، وطال ظلمه لعدّة سنين حتى وُلد موسى -عليه السّلام- خافت أمّه عليه فألهمها الله -تعالى- بإلقائه في اليمّ حِفْظاً له، فاستقرّ في قصر فرعون.

ولمّا كبُر موسى -عليه السّلام- في قصر فرعون حصل حادث مفصليّ؛ حيث إنّ موسى -عليه السّلام- قتل قبطيّاً بالخطأ، فنصحه رجل بالخروج من مصر فذهب إلى مدين والتقى بالنبيّ شعيب -عليه السّلام- وتزوّج ابنته ومكث في أرض مدين عشر سنين. عاد موسى -عليه السّلام- إلى مصر بعد عشر سنسن حاملاً رسالة الله -تعالى- والمعجزات المؤيّدة له، فدخل أمام فرعون يدعوه إلى توحيد الله -تعالى- دون خوف ولا وجل ممّن يدّعي الألوهيّة، ووضع أمامه البراهين والمعجزات المؤيّدات له من ربّ العالمين، فاستهزأ فرعون وسخر منها وجادل موسى -عليه السّلام- في ربّه، فورد في القرآن الكريم:

(قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ*يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ)،

فألهم الله -تعالى- نبيّه موسى -عليه السّلام- بأن يجعل النّاس هم الحكم بينهما، فاختار موسى يوم عيدهم لعرض دينه ومعجزاته على الملأ، قال الله تعالى: (قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى)، فوافق فرعون وأعدّ عدّته لذلك اليوم، واستدعى أمهر السّحرة للمبارزة المشهودة، ولم يكن لديه شكّ في النصر المؤزّر له، فتقابل موسى -عليه السّلام- مع السّحرة، فألقوا ما بأيديهم من عصيّ، وألقى موسى -عليه السّلام- عصاه التي لقفت عصيّ السّحرة على غير المعهود، قال الله تعالى:

إعلاني توب

إعلاني