العديد من كتب التاريخ تحمل قصصًا وأساطير خيالية شيقة، ربما لأن علم التاريخ يرتبط بالقصة والحكاية فتتداخل أساطير الشعوب مع قصصهم وأحداثهم الحقيقة، أو نتيجة لأهواء شخصية للمؤرخ الذي يعمد إلى تحليل الناس وتصنيف أفعالهم. ورغم ذلك فالعديد من المؤرخين اتفقوا على وجود المئات من القصص الأسطورية والأكاذيب التي امتلأت بها صفحات الكتب التاريخية… وهذه المقالة تستعرض 7 قصص فقط من تلك الأساطير.

 القصة الأولى: صلاح الدين وبارباروسا وريتشارد

“يوسف بن نجم الدين أيوب “المشهور بـ”صلاح الدين الأيوبي” ذكر في المراجع والتصنيفات العربية والغربية كأحد أبرز القادة العسكريين في التاريخ الإسلامي.. وتحمل سيرة “صلاح الدين” العديد من المغالطات التاريخية التي اعتمدت في النظام التعليمي على أنها حقائق تاريخية وروجت لها صناعة السينما.. من هذه المغالطات أن صلاح الدين لم يحارب ملك ألمانيا “فردريك بارباروسا الأول” والذي زعموا أنه تقدم الحملة الصليبية الثالثة بمائة ألف فارس، فلم يصل “بارباروسا” إلى “عكا” وسقط غريقًا في نهر “كالكاديوس” عام 1190م فاضطرب جيشه وأنزل المسلمون السلاجقة بهم هزيمة ساحقة أجبرتهم على العودة مجددًا إلى ألمانيا!
كما أن “ريشتارد” ملك إنجلترا لم يشاهد صلاح الدين طوال الشهور الستة التي قضاها في الشام وحتى صلح “الرملة” وقعها نيابة عنه الملك “العادل” شقيق صلاح الدين!
أما مدينة “عكا” فلم تسقط بفعل الخيانة كما يذاع، وظلت تحت حصار دام عامين كاملين، وكان الوالي هو “بهاء الدين قراقوش” المشهور والذي بنى سور “القاهرة” وعندما سقطت “عكا” ووقع “قراقوش” في الأسر دفع “صلاح الدين” فدية له مقدارها 60.000 قطعة ذهبية!

القصة الثانية: الخنساء لم تفقد أولادها في معركة «القادسية»

هي تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية، ولقبت بالخنساء لقصر في “الأنف” مع ارتفاع. عاشت في الجاهلية ثم أسلمت، واشتهرت بين العرب بقصيدة “الرثاء” التي  تحزن فيها على فقدان أخيها “صخر”.
وتعددت الكتب التي تناولت قصة الخنساء، فقد ضرب بها المثل في “الصبر” بعد استشهاد أبنائها الأربعة في معركة “القادسية” إلا أن تلك القصة من الأباطيل. فقد استدلوا في الكتب بوصية الخنساء لأبنائها (إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين، وإنكم لبنو أب واحد وأم واحدة.. إلخ) وهذه الوصية لم تكن لها، لكن لامرأة من قبيلة “النخغ” وقد وضح ذلك في “تاريخ الطبري”، كما أن الخنساء كان لها 3 أولاد ذكور وبنت واحدة من زوجها “مرداس”، وهو شاعر مشهور وله مواقف مع الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة، والابن الرابع كان من زوجها الآخر “رواحة” ويسمى “عبد الله” وقد غضب “عمر بن الخطاب” بسب أشعاره وحذره مرارًا فهرب من المدينة ولم يعد إلا في 23هـ، والقادسية كانت في 15هـ، فكيف يعقل ذلك؟! عمومًا قصة الخنساء وردت في كتاب “ابن حجر” عن الزبير بن المخزومي  وهو متروك وكاذب…

القصة الثالثة: طارق بن زياد لم يحرق السفن الأندلسية

تشير الروايات التاريخية إلى أن “موسى بن نصير” أرسل “طارق بن زياد” ليفتح جنوب الأندلس فما أن وصل طارق وعبر البحر المتوسط بـ70 سفينة ونزل جنوب الأندلس حتى أمر بحرق السفن جميعها، ووقف مخاطبًا الجنود “المياه من خلفكم والعدو من أمامكم.. فإما النصر أو الشهادة”..
تلك القصة والتي انتشرت على ألسنة العامة ليس لها دليل في أي مصدر أو مرجع في التاريخ الأندلسي.. طارق كقائد عسكري لن يستطيع أن يحرق الوسيلة الوحيدة لعودته هو و12 ألف مقاتل إلى المغرب في حالة هزيمته في أرض يدخلها لأول مرة، كما أن السفن ليست ملكه وإنما ملك للقائد موسى بن نصير بتكليف من الخلافة، وهي أموال المسلمين والواقعة إهدار لمال الخلافة، كما أن طارق كان “أمازيغيًا” لم يكن يحسن العربية بطلاقة فكيف يقف ليخطب بهذا القدر من البلاغة!

القصة الرابعة: «حصان طروادة» ليس إلا أسطورة

كانت مدينة “طروادة” تمثل تهديدًا حقيقيًا لليونانيين لموقعها وخطورة أهلها من سكان “التروجانز” وحسب الأسطورة بنى اليونانيون “حصانًا” من الخشب ووضعوا بداخله أفضل 30 مقاتلًا لديهم وقدموه كهدية للسلام لأهل طروادة الذين أدخلوه لمدينتهم، وفي المساء خرج هؤلاء وفتحوا الأبواب أمام الجيش اليوناني الذي دمر المدينة بأكملها. تلك الرواية الأسطورية ليست حقيقية وحصان طروادة ليس عليه دليل في كتب التاريخ اليوناني، وتعتمد كلها على أشعار “هوميروس” صاحب “الإلياذة والأوديسة” الذي ذكر الحصان في الملحمة، لكن العديد من المؤرخين يرون أن القصة أسطورية وربما أطلق  اليونانيون على عملية اقتحام طروادة هذا المصطلح.

القصة الخامسة: أساطير حول طائفة الحشاشين

تعتبر “طائفة الحشاشين” إحدى أخطر الأفكار السياسية والدينية التي ظهرت في التاريخ الإسلامي؛ فقد اعتمدت الفرقة على أسلوب جديد لمواجهة الخصوم وهو الاغتيال الفوري ونشر الفكرة الشيعية على المذهب “النزاري الإسماعيلي”. أساطير كثيرة سُجلت في الكتب حول تلك الطائفة لم تكن صائبة، فهم لم يتعاطوا “الحشيش” وإنما جاءت التسمية حسب ما ورد من اسم مؤسسهم “الحسن بن الصباح” فأطلقوا عليهم “الحساسين”، حرفت تلك الكلمة عند الصليبيين وقتها إلى “الحشاشين”.. كما أنهم لم يبنوا داخل قلعة “إلموت” حدائق وقصورًا وأنهار الخمر ليوهم الحسن أتباعه أنها الجنة حسب كلام الرحالة “ماركو بولو” لأن القلعة أحرقت عام 1256م بينما ولد “ماركوا بولو” عام 1254م!

القصة السادسة: الفلسطينيون باعوا أراضيهم لليهود

إحدى أشهر القصص التاريخية كذبًا… الحقيقة أن المسئول عن تلك الدعايا هم “اليهود” فقد استغلوا وسائل الإعلام العربية والدولية من أجل نشر تلك الكذبة الملفقة على الشعب الفلسطيني ليصوروهم “خائنين” باعوا وطنهم وأراضيهم للعدو.. الحقيقة أن الدولة العثمانية في عام 1910م في أواخر مجدها، وبضغط من “بريطانيا”، أصدرت قانون “تصرف الأشخاص الحكيمة” والذي يسمح للشركات بالتصرف في الممتلكات غير المنقولة مثل الأراضي والعقارات داخل الدولة العثمانية.
واستغلت بريطانيا ذلك فسمحت لليهود بتأسيس شركات وهمية استغلت الفلسطينيين في مجالات الزراعة والصناعة ثم أوقعتهم في فخ الديون المالية، فباع الفلسطينيون أراضيهم للحكومة البريطانية والتي كانت  تحتل فلسطين عام 1923م لسداد الديون، ثم صدرت فتاوى من “جمعية الشبان النابلسية”وغيرها بتحريم بيع الأراضي لغير المسلمين، ولم يكن يمتلك اليهود وقتها من الدولة الفلسطينية سوى 7% رغم كل الإغراءات على مدار 13 عامًا، لكن جاء قرار تقسيم فلسطين بعد حرب 1948م منقذًا لليهود فخصص 54% من الأراضي الفلسطينية لليهود بعد أن كانوا لا يمتلكون سوى 7.6% في مشهد عربي متخاذل!

القصة السابعة: أكذوبة صعود الإنسان للقمر

كانت الحرب الباردة بين “الاتحاد السوفيتي” و”الولايات المتحدة” في قمة اشتعالها في الستينيات، وتطور الأمر بين الجانبين بعد اختراق السوفييت الفضاء لأول مرة في التاريخ عبر المكوك الفضائي “سبوتنيك 1” ثم صعود الروسي “يوري غاغارين” إلى الفضاء عام 1961م، عقد اجتماع في الكونغرس وطلب “كينيدي” حفظ ماء وجه أمريكا وقال نصًا “أريد وضع رجل أمريكي على القمر”.
ثم بدأت رحلات أبوللو 13 الكارثية وغيرها في محاولة لاكتشاف الفضاء الكوني، ولم ينجح الأمر حتى قررت إدارة الفضاء إرسال “نيل أرمسترونج” و”بيز ألدرين” إلى القمر مباشرة، وطبعًا جميعنا نعرف تفاصيل هذه القصة واطلعنا على الصور والمقاطع التلفزيونية المصورة للعملية! ورغم ذلك، قصة صعود الإنسان للقمر أكذوبة كبرى.. فقد تم تحضير ديكور في “صحراء نيفادا” لتصور بداخله المشاهد، وثبت ذلك فعلًا في تسجيلات ووثائق مسربة.. كما أن الأخطاء العلمية “الظل وحركة العلم في الهواء” والأخطاء التكنولوجية “طيف الألوان وجهاز التصوير” كشفت كذب وادعاء الحكومة الأمريكية بشأن صعودها للقمر!

إعلاني توب

إعلاني