موضوع تعبير عن الوطن وفضله علينا بالعناصر والأفكار جاهز للطباعة لطلاب المرحلة الابتدائية والإعدادي والثانوي، نقدم من خلال قسم التعليم موضوع تعبير عن الوطن وفضله علينا بالعناصر والأفكار مختصر قصير.

مقدمة عن الوطن
الوطن هو المكان الذي يولد به الإنسان ويرتبط به عاطفيًا ووجدانيًا، فيحيا به ويعيش فيه ويكتسب منه العادات والتقاليد. ويدين بديانته ويسلك سلوك جماعته، ويتأثر كل ما فيه بالوطن الذي يولد فيه، حتى أنه يتأثر بدرجات الحرارة وطبيعة بيئته. فينتمي لهذا الوطن ويدين له بالولاء حتى أنه لا يبخل ببذل روحه ودماه فداءً له. والوطن ليس مجرد قطعة من الأرض التي نعيش بها، بل إنه هذا الإحساس بداخلنا الذي يشعرنا بالانتماء والحب لهذا الوطن.

هو الذي يكسبنا الهوية الخاصة بنا والتي نعرف بها في كل مكان، فيقولون هذا مصري، وهذا سعودي، وهذا بريطاني، وهكذا. فإن أسماء تلك الجنسيات ليست مجرد أسماء عابرة، بل إنها تعكس هوية وثقافة محددة يكتسبها الفرد من هذا المكان الذي يزرع بداخله كل هذه الأشياء دون أن يشعر.





حب الوطن في الإسلام
لم تأتي مقولة حب الوطن من الإيمان من فراغ، بل جاءت تلك العبارة عن تعبير حقيقي وارتباطًا قويًا بين حب الوطن والإيمان. وقد حثنا الإسلام على بذل الروح والدماء فداءً لأوطاننا، وقد ضرب لنا الرسول أروع المثل في حب الوطن والانتماء إليه. حتى أنه عند هجرته من مكة إلى المدينة أصابه الحزن الشديد لفراق مكة وهي موطنه الذي نشأ وعاش فيه، وقال الرسول عند فراقها: “ما أطيبك من بلد، وما أحبك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنت غيرك”.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم تلك العبارات الرقيقة والمليئة بالحزن والألم وهو يودع موطنه. رغم ما لقى بها من صعاب وأذى ورغم ما لقى بها من أنواع العذاب والعداء من قومها، إلا أنها بقيت لديه أحب الأوطان والبلاد.

إقرأ أيضاً: موضوع تعبير عن الأم وفضلها وواجبنها نحوها جاهز للطباعة


موضوع تعبير عن حب الوطن
كما يصور القرآن الكريم حب الوطن ومشقة الابتعاد عنه، وما في ذلك من ألمٍ للفراق ومشقة على النفس، فيقول الله تعالى: “وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ”. ولم يتوقف حب الوطن عند ذلك الحد، فها هو نبي الله إبراهيم يدعو الله سبحانه أن يزيد من رزق وطنه ويبارك في ثمراته، فيقول في القرآن الكريم: “وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ “.

ويمتلئ دعاء إبراهيم لوطنه بالحب والإخلاص والانتماء لتلك البلد التي يعيش فيها، فيتمنى لها الأمن والرخاء ويدعو لها الله بكل تضرع ليستجيب له. أمرنا الإسلام بالدفاع عن الوطن والجهاد في سبيله وبذل كل غالي من أجله، حيث يقول الله تعالى: “قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا”. “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ”.

تعبر تلك الآيات عن صعوبة ترك الوطن، وضرورة الدفاع عنه حتى ولو وصل الأمر إلى القتال، فالحفاظ على الوطن هو أشرف وأطهر أنواع الجهاد والقتال.

ahmed2019-12-30





والتي ينبغي للمرء ألا يتردد في الدفاع عنه، فكما قال الرسول بأن الشهيد هو من مات مدافعًا عن نفسه وأهله وماله وعرضه. فإن كل هذه الأشياء متمثلة في الوطن، فالوطن هو موطن الفرد وأهله ومستودع أموالهم وأمان أعراضهم.

شعر عن حب الوطن
بما أن الشعر هو فيض من الكلمات والمشاعر والأحاسيس، فإن للوطن جزءًا كبيرًا من تلك المشاعر التي تتحرك بداخلنا. وقد كتب الشعراء الكثير من الأشعار في حب الوطن والتغني له، ومن تلك الأشعار من سنذكره فيما يلي. يقول الشاعر أحمد شوقي:

وطني لو شغلت بالخلد عنه…. نازعتني إليه في الخلد نفسي

ويقول أيضًا في حب مصر:
وسلا مصرَ هل سلا القلبُ عنها …. أَو أَسا جُرحَه الزمان المؤسّي ؟

كلما مرّت الليالي عليه ……. رقَّ، والعهدُ في الليالي تقسِّي

كما يقول مصطفي صادق الرافعي:

بلادي هواها في لساني وفي دمي …… يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ   …….. ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم

ويقول قتادة بن عزيز:

بلادي وإن ضنت علي عزيزة     وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام

ويقول ابن الرومي:

ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعهُ وألا أرى غيري له الدهر مالكاً

عَهِدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً كنِعْمَةِ قومٍ أصبحـوا في ظِلالكا

وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ مآربُ قضّاها الشبابُ هنالكا

إِذا ذَكروا أوطانهم ذكرَّتهمُ عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا

فقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُ لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا

ومن أقوال الشاعر محمود درويش عن الوطن:

نحن لم نبحث عنه، عن هذا الوطن في حلم أسطوري وخيال بعيد، ولا في صفحة جميلة من كتاب قديم. نحن لم نصنع هذا الوطن كما تصنع المؤسسات والمنشآت، هو الذي صنعنا هو أبونا وأمنا ونحن لم نقف أمام الاختيار.



لم نشتر هذا الوطن في حانوت أو وكالة، ونحن لا نتباهى ولم يقنعنا أحد بحبه لقد وجدنا أنفسنا نبضاً في دمه ولحمه ونخاعاً في عظمه وهو لهذا لنا ونحن له، محمود درويش.

واجبنا نحو الوطن
إن الوطن هو الملاذ الآمن لنا وهو الذي متى ابتعدنا عنه شعرنا بالغربة والفقدان لكل ما فيه. لذلك فللوطن علينا حقوقٌ علينا القيام بها لنحافظ عليه ونساعد على تقدمه ورخائه، ومن واجباتنا نحو الوطن: الحفاظ على البلد التي نعيش فيها، وما بها من خدمات ومرافق، كالمباني والطرق والكباري، والحدائق، والمزارع، والأنهار، وحتى الهواء.

عدم التأخر عن أداء الخدمة العسكرية وتلبية نداء الوطن في أي لحظة يدعونا فيها إلى الدفاع عنه وعن أراضيه. الالتزام بالقوانين التي ينص عليها دستور الوطن وعدم اختراقها. إن يقوم كل منا بإتقان عمله، المدرس في فصله، والطبيب مع مريضه، والعامل في مصنعه. والتلميذ في مدرسته، والفلاح في أرضه، والمرأة تربية أولادها، والأب في رعاية أهل بيته، فإن كل ذلك يعود على الوطن بالتقدم والازدهار. التحلي بالقيم والأخلاق النبيلة، والتي من شأنها أن تحافظ على رفعة الوطن ومكانته، وقلة معدلات الفساد والسرقة والجرائم، بما يحقق تقدم الوطن.

خاتمة عن الوطن
إن الوطن هو الماضي والحاضر والمستقبل، وليس هناك قيمة حقيقية للإنسان بدون هوية ووطن ينتسب إليه. وكما أن الإنسان يستمد قوته وأصوله من وطنه الذي يترعرع به، فواجبٌ عليه الحفاظ على هذا الوطن والتضحية من أجله. لأن الوطن هو صاحب الفضل الأول علينا في الاستقرار والأمان وما نحياه من حياة كريمة.

إعلاني توب

إعلاني